من هم اصدقائك ؟
من هم المحيطون والمقربون منك ؟
ما هي آخر عشر ارقام على موبايلك ؟
والان ما هو الشيء المشترك بينك وبين هؤلاء الاشخاص ؟
قد تكون الاجابة:
- نشترك جميعا في البحث عن صفقات عمل.
- نشترك جميعا في اهتمامنا بنقاش قضايا السياسة.
- نشترك جميعا في اهتمامنا بقضايانا كجالية في بلد غير بلدنا.
- نشترك جميعا في لقائنا الاسبوعي على الكافي شوب.
- نشترك جميعا في التقائنا بالمسجد والقيام ببعض الاعمال التطوعية.
- نشترك جميعا في …… الخ.
هذا يعني أنك اصبحت عضوا بجماعة غير رسمية بمعنى انه لم يتم انشاؤها بشكل قانوني أو عن طريق لائحة أو سياسة .. الخ ، وتكونت هذه الجماعة بشكل تلقائي بمعنى انك اصبحت عضوا بتلك الجماعة بشكل عفوي يكون غالبا بدون ترتيب مسبق فيكفي ان يجمع بينكم هدف واحد قد يكون صفقات العمل او امور المسجد أو غيرها ، ويريد كل عضو ان يشبع حاجته من خلال التواصل والتعاون مع باقي اعضاء الجماعة.
إذن الانسان بطبعه يميل لان ينتمي إلى جماعة يشبع من خلالها احتياجه.
وعلى الرغم من ان المدراء والقادة يبذلون جهودا مضنية في تكوين هيكل تنظيمي فعال وكفء للمؤسسة ، ليعبر ذلك الهيكل عن جماعات العمل الرسمية وكيفية اتصالها ببعضها البعض ، إلا انه تتكون داخل المؤسسة جماعات غير رسمية كالسابق ذكرها والتي غالبا لا ترتبط بالهيكل التنظيمي للمؤسسة.
ماذا يفعل القادة والمدراء بوطننا العربي حيال هذه الجماعات ؟
من المشاهد ان المدراء والقادة في وطننا العربي لا يبدون أي ترحيب بتكوين تلك الجماعات ولا حتى يكلفون انفسهم بالبحث عن سبب تكوينها وينحصر رد فعلهم في :
- اصدار الاوامر للموظفين بإن ذلك يخالف سياسة المؤسسة.
- تهديد الموظفين المنتمين لتلك الجماعات غير الرسمية.
- اصدرا اللوائح والسياسات التي تمنع مثل هذه الجماعات غير الرسمية.
- وغير مستبعد ان يمارس ضد هؤلاء الموظفين بعض الاجراءات التعسفية.
ماذا يجب على القادة فعله تجاه هذه الجماعات غير الرسمية ؟
- بداية لابد وان يعرف القادة انهم انفسهم ينتمون لمثل هذه الجماعات غير الرسمية وهم احيانا كثيرة لا يدركون هذا ، كأن تجد القائد وبعض الموظفين المختلفين في المستوى الاداري أو الوظائف الإدارية يجمع بينهم ان لهم هوايات مشتركة أو يشجعون حتى فريق كرة قدم أو غير ذلك.
ولهذا فتكوين مثل هذه الجماعات تعبر عن طبيعة بالبشر وتحدث تلقائيا وعندما نتخذ موقفا منها فإننا نتخذ موقف في معظم الاحوال ضد طبيعة الانسان وفطرته.
- التعرف على اسباب تكوين تلك الجماعات الغير رسمية ، وتتعدد اسباب تكوين الجماعات الغير رسمية ومن اهم اسباب تكوين تلك الجماعات:
- الاتجاه الفكري: وهو مانجده كثيرا داخل المؤسسات ومن أمثلة ذلك وجود جماعات عمل غير رسمية بعد الربيع العربي وتكوين الجماعات الغير رسمية داخل تلك المؤسسات سواء المؤيد منها أو المعارض.
- العقيدة: وهي من اهم واخطر العوامل التي تساعد على سرعة تكوين الجماعات غير الرسمية.
- الاقلية: ايا كان شكلها فقد تتكون بسبب الاجناس او الدين او البلدان أو الاعراف أو غير ذلك.
- الاحساس بالخطر: كاحساس مجموعة معينة من الموظفين باتخاذ المنظمة بعض السياسات أو الاجراءات التي تمس موقفهم الوظيفي الحالي ، كتعديل برامج الحوافز والمزايا Rewards & Incentive أو تطبيق برامج التسريح Layout
- الانعزالية Isolated داخل المؤسسة : فقد تكون تلك الانعزالية بسبب التنظيم الاداري ومثال ذلك موظفين الارشيف أو قد تكون بسبب اسلوب الادارة ومثال ذلك تكوين جماعة للموظفين الذين لا يتم اشراكهم في اتخاذ سياسات وقرارات الشركة.
إن معرفة اسباب تكوين الجماعات تساعد القادة على معرفة هل تلك الجماعات تؤثر سلبا على سير العمل ؟ وهل تلك الجماعات يمكن ان تدعم اهداف المؤسسة ؟ واخيرا يساعد في التعامل بشكل علمي مع تلك الجماعات.
- الربط بين احتياجات الافراد واحتياجات المؤسسة ، فإن تلك الجماعات غير الرسمية تتكون لتشبع احتياج لدى أفرادها ، وكلما تم الربط بين تلك الاحتياجات وبين احتياجات المؤسسة تذوب الجماعات غير الرسمية في الجماعة الرسمية التي تشبع للأفراد هذا الاحتياج بشكل منظمي ، كمثل المؤسسات التي تقوم بإصدار بطاقات أو كارنيهات مصممة بشكل رائع لموظفيها فتشبع لهم احتياجات اشباع الذات والفخر وتجعلهم يفخرون في نفس الوقت بمؤسساتهم.
- تصميم برامج للانشطة الاجتماعية Social Activities : وهي تساعد على أن يحتوي التنظيم الرسمي التنظيم غير الرسمي وإذابة كثير من الفوارق بين العاملين ومن أمثلة ذلك
- § الرحلات
- والمباريات الرياضية
- والمسابقات الثقافية
- والامسيات وخاصة تلك التي تضم اهل واسرة الموظف
- الدعوات الخاصة بالاعياد والمناسبات
- § … الخ.
- تصميم وتنفيذ برامج التنوع الوظيفي Diversity Programs : على أن تكون تلك الرامج مصممة تبعا لواقع المؤسسة نفسها واحتياجاتها والتي يمكن من خلالها التعريف بثقافات وفكر الاقليات أو الثقافات العامة أو ثقافة المؤسسة المسموح بممارستها داخل المؤسسة.
- وضع اهداف الموظفين في التخطيط الاستراتيجي من خلال تطويرهم وتحديد مسارهم الوظيفي ونموهم في المؤسسة مع مرور الوقت.
- مراجعة ممارسات الادارة وتحديد اسلوب الادارة بشكل دوري وتطويرها كلما لزم الامر.
المهم هو ان تصبح احتياجات المؤسسة Organizational Needs هي المظلة الكبرى التي تستوعب الاحتياجات الطبيعية للموظفين Employees Needs وتصبح المؤسسة هي الجماعة التي ينتمي لها الموظف
