عالم الإدارة التطبيقية

الفكرة العبقرية

هل تواجهك صعوبة ومقاومة من الاخرين لتطبيق افكارك ومشاريعك على الرغم من جودة افكارك؟ تعلم كيف تحول افكارك العبقرية إلى واقع.

إنها فكرة عبقرية.

لابد وأن المؤسسة ستتحول إلى الافضل في فترة وجيزة.

والان لم يبقى سوى الاعداد الجيد وتنفيذ هذه الفكرة.

في مطلع عام 2006 كنت مديرا لفرع مؤسسة خدمية، وكنت ألاحظ التميز والابداع من فرد لاخر في أداء العاملين تحت إشرافي، فكل واحد له طريقتة الخاصة وابداعاته المميزة، وكان يشغلني دائما فكرة كيف أطور وأحسن فريق العمل وأجعلهم أكثر كفائة، ولقد خطرت لي فكرة عبقرية ـ من وجه نظري ـ في ذلك الوقت.

الفكرة العبقرية:

لماذا لا يتبادل افراد الفريق خبراتهم؟

لماذا لا ينقل كل فرد مهارته للطرف الاخر؟

لماذا لا يعلم كل فرد سر تمييز الاخر ويطبقها؟

بمعنى اني عندما انقل انا خبرتي وتجربتي للاخرين سأكتسب في المقابل عشرات الخبرات ايضا من باقي افراد الفريق.

وقمت بإعداد مشروع تحت اسم “Exchange of Experiences” مشروع تبادل الخبرات.

في الحقيقة أنا كنت متحمس جدا لهذا المشروع وبدأت الاعداد لهذا المشروع واظن اني بعد دراسة المشروع توقعت بعض المزايا مثل:

  • رفع كفاءة العاملين.
  • تقليل النفقات وتوفير تكاليف التدريب.
  • زيادة الارباح.
  • زيادة روح الفريق.
  • تقليل شكاوى العملاء.
  • تحسين خدمة العملاء.
  • التميز عن المنافسين.

المفاجأة

بعد أن قمت بإعداد المشروع، جمعت فريق العمل وبدأت اتكلم بحماس عن هذا المشروع ومزاياه السابقة الذكر، وكيف أنك ستعطي تجربتك انت كفرد واحد وتحصل على العشرات من التجارب الاخرى المجانية، وكأنه برنامج تدريبي مثالي ينقل لك العديد من الخبرات والمهارات الخاصة بحقل عملك ومؤسستك.. ولازلت اعرض مزايا المشروع وانتظر رد فعل يشرح صدري من الاعضاء  فلا أجد .. فأستمر في سرد المزايا لهذا المشروع ، فلا أجد أي رد فعل .. في الحقيقة كنت الوحيد المتحدث ذلك اليوم ولم يشاركني احد إلا بهز الرأس أو همهمة “مممم” وربما كانت أفضل كلمة قيلت: ربنا يقدم اللي في الخير.

ما هذا الاحباط؟

لماذا لم يرى الاعضاء ما أرى؟

هل سأترك هذا المشروع العبقري أم استمر؟

كانت هذه نوعية من الاسئلة التي ظلت تطاردني عدة ايام، إلى ان صارحني أحد الاعضاء وقال لي: لقد اكتسبت خبرتي بمعاناه على مدار سنوات ولا استطيع أن اعطيها لغيري.

وعلى الرغم من إني وضحت له “انك ستعطيها لغيرك وفي المقابل ستحصل على عشرات الخبرات الآخرى تم اكتسابها إيضا من غيرك على مدار سنوات وبمعناه” إلا إنه لم يقتنع، وعلى أيه حال شكرته لإنه أجاب عن الاسئلة التي كانت برأسي.

والان:

هل تتوقع أن مثل تطبيق هذا المشروع سينجح؟

هل تتوقع أن المشاركين سينقلون خبراتهم فعلا؟

هل تتوقع أنه يمكن تحقيق المزايا الخاصة بهذا المشروع؟

هل تتوقع إني سأحتاج إلى كثير من الوقت لاقناعهم؟

وكأني أسمعك تقول “لا”.

بل أقول لك الاجابة “نعم”

لقد طبقت هذا المشروع .. وشارك الجميع بنقل خبراتهم بإكثر مما كنت أتصور.. وتحققت بالفعل مزايا المشروع .. ولم ابذل أي مجهود يذكر لاقناعهم بالمشروع.. وتم تنفيذه بعد مرور خمسة اسابيع من ذلك الاجتماع.

إذا كنت تحب أن تعرف كيف حدث هذا، فقط استمر في القراءة، وتذكر أني الان أنفذ معك هذا المشروع وأنقل لك خبرتي في الادارة التي اكتسبتها على مدار سنوات وبمعاناه كما قال لي العضو الفاضل.

الفكرة العبقرية الحقيقية:

الفكرة العبقرية هي ليست الفكرة التي تتبادر في ذهنك كما تظن.

الفكرة العبقرية الحقيقية هي كيف تطبق الفكرة العبقرية التي تبادرت في ذهنك وتحولها إلى حقيقة على أرض الواقع.

عندما قفزت في ذهني تلك الفكرة ـ تبادل الخبرات ومزاياها، فعلا كانت رائعة.

ولكن يصعب تطبيقها للسبب الذي ذكره الاستاذ الفاضل.

وعندما كنت أخاطبهم لم أخاطب احتياجاتهم، بل كنت أخاطب احتياجات المؤسسة التي نعمل بها فقط، فهو لم يعرف العائد عليه من هذا المشروع إلا سرقة خبرته ـ كما يظن ـ التي تعب في تحصيلها على مدار السنوات ليقوم بإعطائها لشخص آخر بتلك السهولة .. دعني لا أطيل عليك وأقول لك ماذا فعلت.

أنا لم أفعل أي شيئا في هذا المشروع مطلقا وظل كما أعدته تماما من قبل، غير أني غيرت اسمه من تبادل الخبرات “Exchange of Experiences”

إلى مسابقات المحترفين ” Professional competitions”

ومن خلال هذه المسابقة نعرض بعض المشكلات والقضايا الشائكة ويتبارى المشاركون بحلها ثم يتم التصويت على أفضل حل ليفوز صاحبه وبالتالي يتم تكريمه أمام زملاؤه ويحصل على بعض المزايا العينية والمالية.

لم يكتفي العضو بوضع حل واحد للمشكلة أو القضية المطروحة، بل كان يقول: عندما تصادفني مثل هذه القضايا أستطيع أن اتصرف بأكثر من طريقة فهل يمكن أن اعرض الطرق كلها أم يجب أن اعرض طريقة واحدة؟ واجبته أنا: بالطبع نعم.

لاحظ إنه يريد بذلك أن يوسع من فرصته للفوز، وأنا أريد من ذلك نقل أكبر كمية متاحة من الخبرات والتجارب والمهارات بين أعضاء الفريق.

لقد قام الاعضاء جميعا بنقل خبراتهم ومهاراتهم بحماس وتكون لدى كل واحد منهم عشرات بل مئات الحلول المبتكرة والمتنوعة وتحقق مشروع “تبادل الخبرات” ولكن تحت مسمى “مسابقة المحترفين”.

إن أبسط شيء لتحويل أفكارك العبقرية إلى ارض الوقائع هي ان تقدمها للأخر بمنظوره هو لا بمنظورك أنت.

بمعنى أخر أن تجيب على سؤال “ما هي المنفعة التي تعود عليه من جراء هذه الفكرة؟”

شارك هذا المحتوي

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Open chat
1
مرحباً
كيف استطيع مساعدتك؟