في قلب المدينة، عند الميدان الكبير، كانت ورشة عم إبراهيم – الميكانيكي الشهير – تعج بالزبائن. مهارته الفريدة أكسبته لقب “الدكتور”، فهو قادر على تشخيص أعطال السيارات وإصلاحها من أول مرة. ومع ازدياد الطلب، احتاج الدكتور إبراهيم إلى يد عاملة تساعده، فوقع اختياره على الشاب سيد، الذي تعلم الصنعة على يديه وأصبح مع مرور الوقت الأسطى سيد.
مع نمو العمل، انضم شابان آخران إلى الورشة: دقدق وروئة، لكن الدكتور إبراهيم ظل ينادي سيد باسمه القديم “الواد سيد”، تمامًا كما ينادي الصبيين الجدد، رغم أن سيد أصبح الآن حرفيًا ماهرًا مثله.
مرت الأيام، وحدث ما لم يتوقعه الدكتور إبراهيم:
1️⃣ غادر سيد الورشة، وافتتح ورشته الخاصة في الشارع المجاور.
2️⃣ تبعه دقدق وروئة، واختارا العمل مع سيد بدلاً من البقاء مع الدكتور إبراهيم.
3️⃣ الأمر الذي أدهشه أكثر؟ أن سيد لم ينادي دقدق وروئة بـ”الواد” بل بـ”الأسطى”، معترفًا بمكانتهما الجديدة.
🔹 الدرس الإداري: كيف تتجنب دوران العمالة بسبب سوء الإدارة؟
🔹 1. الاعتراف بقيمة الموظفين وتنميتهم
المشكلة الأساسية في قصة الدكتور إبراهيم أنه لم يعترف بتطور سيد من متدرب إلى محترف، فظل يناديه كما لو كان مبتدئًا، ولم يمنحه المكانة التي يستحقها. في الإدارة، من الضروري أن يشعر الموظفون أن تقدمهم معترف به ومقدر.
🔹 2. فرص النمو والترقي داخل المنظمة
إذا لم يجد الموظفون فرصًا للنمو والتطور داخل المؤسسة، فإنهم سيبحثون عنها في مكان آخر. كان بإمكان الدكتور إبراهيم ترقية سيد وإعطائه مزيدًا من المسؤوليات بدلًا من معاملته كمتدرب للأبد.
🔹 3. بناء الولاء من خلال بيئة عمل محفزة
لا يترك الموظفون أماكن عملهم فقط بسبب المال، بل بسبب التقدير والاحترام والشعور بالأمان الوظيفي. عندما شعر سيد بعدم التقدير، وجد في ورشته الخاصة فرصة ليكون قائداً، فترك مكانه السابق وجذب الآخرين معه.
🔹 4. الاهتمام بثقافة القيادة داخل المؤسسة
الفرق بين الدكتور إبراهيم وسيد أن الأول رأى نفسه دائمًا “المعلم”، بينما الثاني تبنى عقلية القائد الذي يدعم فريقه ويمنحهم التقدير الذي يستحقونه. عندما يصبح المدير عائقًا أمام النمو المهني، يبحث الموظفون عن قائد آخر يتبناهم.
🔹 5. تطوير سياسات واضحة للاحتفاظ بالمواهب
دوران العمالة (Employee Turnover) مشكلة تعاني منها كثير من الشركات بسبب غياب رؤية واضحة للاحتفاظ بالموظفين المهرة. الحل يكمن في:
• وضع نظام للترقي والتطوير الوظيفي.
• توفير حوافز مادية ومعنوية تحفز الموظفين للبقاء.
• خلق بيئة داعمة تعزز الولاء والانتماء.
📌 خلاصة القول
إذا كنت مديرًا، اسأل نفسك: هل تعامل موظفيك كما كان الدكتور إبراهيم يعامل سيد؟ أم أنك تبني قادة مثلما فعل سيد مع فريقه؟
💡 المؤسسات التي تعترف بجهود موظفيها وتنميهم، لا تفقدهم بسهولة. فكر في تطوير فريقك بدلاً من فقدانه! 🚀
📌 خدماتنا متاحة لك أينما كنت!
هل تبحث عن استشارة إدارية متخصصة أو تدريب احترافي يرتقي بك وبفريقك؟ تواصل معنا الآن:
🔹 تصفح جميع الدورات العملية بالنماذج :
دوراتنا
📞 تواصل مباشر عبر الواتساب للإستشارات:
00201146009484
🔹 التواصل عبر البريد الإليكتروني:
admin@samerawad.com