هل المدير الناجح هو الذي يحول نقاط ضعف الموظفين إلى نقاط قوة؟ وبذلك يستطيع تحسين أداء الموظفين لديه.
قد يبدو هذا السؤال بديهي جدا ومن الغرابة أن يسأله احد، لإن إجابة السؤال البديهية بالتأكيد “نعم” فإن المدير الناحج هو من يحول نقاط ضعف الموظفين إلى نقاط قوة فبذلك يستطيع تحسين أداء الموظفين وتحسين اداء الموارد البشرية.
ولكن إقرأ هذه المقالة للنهاية حتى تعرف بماذا ستجيب وكيف تكون مديرا ناجحا.
والان دعنا نذهب إلى عملك، فأنت لا تخرج عن حالتين داخل عملك إما إنك رئيسا أو مرؤوسا.
فإن كنت مرؤوسا: فما هي نقاط ضعفك داخل العمل؟
يعني مثلا ربما تكون تعمل في مجال المبيعات أو العلاقات العامة وأنت شخصية تميل للإنطواء وقلة الإنبساط والكلام فيكون هذا بمثابة نقطة ضعف عند أداؤك للعمل الوظيفي مما يسبب لك قلة المبيعات وعدم القيام ببعض الانشطة الاجتماعية لوظيفة العلاقات العامة.
وربما يحاول مديرك أن يحول نقاط ضعفك إلى نقاط قوة من خلال:
- أن يجعل بعض الموظفين المتمرسين في هذا العمل يقوم بتوجيهك حتى تتحول نقاط ضعفك إلى نقاط قوة.
- أو يجلس معك من وقت لآخر ليوجهك ويسدي لك بعض النصائح.
- أو أرسالك لحضور بعض البرامج التدريبية لمهارات الاتصال والتواصل الفعال.
ولكن أنت بعد هذا ربما تتغير وتتحول نقاط ضعفك إلى نقاط قوة، وربما لا تستطيع أن تتغير وتسبح ضد التيار وتغلبك طبيعتك المفطور عليها التي لازمتك عمرك السابق.
وإن كنت رئيسا: فكم موظفا تحت إشرافك؟ وكم عدد نقاط الضعف لكل منهم؟ وهل نجحت في تحويل نقاط ضغفهم كلها أو بعضها إلى نقاط قوة؟ وهل كان هذا التغيير على المستوى المطلوب في العمل؟ وهل استمر هذا التغيير إلى الأبد أم عاد الموظف مرة أخرى إلى نقطة أو نقاط ضعفه؟
وكأنك الأن بدءت تجيب عن هذه الاسئلة وتصل إلى إجابات، وكأن هذه الإجابات غير التي تتوقعها.
إن مقولة ” تحويل نقاط الضعف إلى نقاط قوة” مقولة جميلة ورنانة ولكنها لا تناسب المدير، وإنما تناسب غيره:
- كالأب يحول نقاط ضعف أبنه إلى قوة.
- والزوج يحول نقاط ضعف زوجه إلى قوة.
- والصديق .. والصاحب ..والأخ .. الخ.
- وحتى الأب والزوج والصديق قد ينجح وقد لا ينجح.
أما المدير؟ فلا
ولم “لا”؟ لإن المدير يتحمل من المسئولية ما لا يتحمله غيره.
فعمليات تحسين أداء الموظفين وتحسين أداء الموارد البشرية وتحويل نقاط ضعف الموظف إلى نقاط قوة تكلف المؤسسة الاتي:
- برامج تدريبية.
- برامج توجيهية من الزملاء.
- عمليات إشرافية مستمرة من المدير.
- وقت وجهد من المشاركين، يمكن إستثماره في أنشطة آخرى.
- يتأثر عملاء المؤسسة سلبا بإداء موظفيها إن لم يتحسن.
- وبالتبعية سمعة وأرباح المؤسسة.
- وأخيرا: فالواقع العملي يقول نادرا ما يتغير الموظف، وغالبا ما يصاب بالاحباط، وتتكون علاقة عداء بين الموظف والمدير الذي يحاول تغييره.
ولكن إنتبه:
لا تخلط بين تحويل نقاط ضعف الموظف إلى نقاط قوة وبين عمليات التحفيز التي يقوم بها المدير، فالمدير عليه أن يتعرف على نقاط تحفيز موظفيه أثناء العمليات الادارية ويشجعهم بشكل مستمر.
والأن من هو المدير الناجح؟
المدير الناجح يتميز بالأتي:
- الإختيار السليم منذ البداية يساعد في تحسين اداء الموظفين وتحسين أداء الموارد البشرية، ففي المثال السابق يختار ويعين من لديه قدرة على القيام بعمليات البيع أو عمليات التعامل مع الجمهور منذ البداية، فيكون الموظف لديه المهارات والقدرات التي تؤهله للقيام بالعمل منذ البداية بدلا من بذل الجهد والوقت والمال في تحويل نقاط الضعف للموظفين إلى نقاط قوة، وبعبارة آخرى “وضع الرجل المناسب في المكان المناسب”،
- الاعتراف بنقاط ضعف الموظفين يساعد في تحسين اداء الموظفين وتحسين أداء الموارد البشرية، ولا يتجاهلها ولكنه يهتم ويركز على تنمية وتحسين النقاط الايجابية، فيشغل الوظيفة بمن يتناسب معها أو يعيد تصميم الوظيفة بما يناسب الموظف، فهو يضع شخص في وظيفة مسئول أرشيف على الرغم من أن لديه نقطة ضعف في الاتصال والتواصل ولكن لديه نقطة قوة في حفظ وتوثيق وتسجيل الملفات، وهذا يجعل الموظف أكثر قدرة على الاداء الفعال ولا يسبح ضد التيار بل يستغل ويطور نقاطه الإيجابية.
- إجراء التدريب والتوجيه بطريقة فعالة يساعد في تحسين اداء الموظفين وتحسين أداء الموارد البشرية، فيعتمد التدريب والتوجيه بتوافر شرطين.
الأول انه من ضروريات ومهام الوظيفة.
والثاني أن يكون لدى الموظف شاغل الوظيفة الحد الادنى من الاستعداد والقدرة لتطوير وتحسين مهاراته وقدراته المطلوبة في الوظيفة.
أي أن التدريب يأتي في محله، فإذا كان لديك موظفان أحدهما إجتماعي والآخر إنطوائي أيهما سيستفيد من برنامج تدريبي على قيادة فريق العمل؟ بالطبع الاجتماعي.
والأن دعني أسألك هل المدير الناجح هو الذي يحول نقاط ضعف الموظفين إلى نقاط قوة؟
شاركنا وشرفنا بتعليقك وتجربتك واستفساراتك وسوف أرد عليك.